أثر نمو اقتصاد المملكة في القطاع العقاري

أثر النمو الاقتصادي للمملكة على القطاع العقاري
حيثما تتجه البنية التحتية، تتبعها القيمة. وهذه حقيقة نشهدها اليوم في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية. فبفضل رؤية 2030، تشهد الأسواق العقارية القريبة من المشاريع الكبرى مثل الدرعية والقدية وروشن تغييرات جوهرية.

في المناطق التي تهيمن عليها الرافعات الإنشائية على المشهد العمراني، ترتفع أسعار الأراضي بسرعة كبيرة. ووفقًا لأحدث الأرقام، سجّلت المناطق المحيطة بالدرعية والقدية ارتفاعًا في أسعار الأراضي يتراوح بين 30% و40% منذ مطلع عام 2023. وهذا لا يُعد سوى البداية.

فلنلقِ نظرة هنا على كيفية تأثير رؤية 2030 على قيم العقارات.

الطفرة العقارية في مناطق رؤية 2030

بالأرقام: في عام 2024، جرى ضخ أكثر من 12 مليار دولار من الاستثمارات العقارية الخاصة في مناطق تطوير رؤية 2030. وتتوقع وزارة الاستثمار السعودية أن ينمو هذا الرقم بما لا يقل عن 18% في عام 2025 ليصل إلى أكثر من 14 مليار دولار. إنها مليارات الريالات التي تُستثمر في المستقبل.

المطورون لا يكتفون بالتكهنات، بل يتحركون فعليًا. أبراج سكنية، ميادين تجارية، منتجعات فاخرة، ومجمعات لوجستية ترتفع بوتيرة متسارعة. اللاعبون الكبار من أوروبا والخليج وآسيا يعقدون شراكات مع شركات محلية لتأمين موطئ قدم في هذه المناطق ذات النمو المرتفع.

الطلب العقاري مدفوع بخلق الوظائف

رؤية 2030 لا تقتصر على المباني فقط، بل تتمحور حول الناس. والناس بحاجة إلى أماكن للعيش والعمل.

لقد أسهمت جهود الحكومة في تنويع الاقتصاد بخلق عشرات الآلاف من الوظائف في قطاعات مثل السياحة والتقنية والطاقة المتجددةوالترفيه. وبحلول نهاية عام 2025، يُتوقع أن يصل عدد الوظائف المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بمشاريع رؤية 2030 إلى 1.2 مليون وظيفة.

كل وظيفة جديدة تعني زيادة في الطلب على السكن. وهذا يشمل الشقق والفيلات وحتى الإيجارات قصيرة المدى، خصوصًا في مدن مثل الرياض وجدة وتبوك. كما يشهد الطلب على المساحات التجارية والمكتبية نموًا ثابتًا.

إذا كنت تفكر في الاستثمار في مشروع متعدد الاستخدامات، فهذه لحظة مثالية للتحرك. فالناس بحاجة إلى منازل، والشركات إلى مكاتب، والسياح إلى فنادق.

النهضة العقارية في الرياض

تستحق الرياض تسليط الضوء عليها منفردة. ففي إطار رؤية 2030، تشهد العاصمة تحولًا شاملاً. مترو الرياض، والمناطق التجارية الجديدة، والمراكز الثقافية تعيد تشكيل المدينة.

ارتفع متوسط أسعار العقارات السكنية الفاخرة في الرياض بنسبة 27% منذ بداية 2023. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع استعداد المدينة لاستضافة إكسبو 2030. وأظهر تقرير الربع الأول من عام 2025 أن نمو السوق العقاري العام بلغ 4.3% على أساس سنوي، بينما وصل النمو في العقارات السكنية إلى 5.1%.

التوسع العمراني لا يتباطأ، بل على العكس، من المتوقع أن تنمو المساحة العمرانية للعاصمة بنسبة 45% بين 2023 و2030. وهذا يعني آلاف المنازل الجديدة، والمكاتب، والمراكز التجارية، والفرص الاستثمارية.

العلامة الأقوى: روشن

حققت روشن إنجازين بارزين ضمن سجل النجاح. فهي أول شركة سعودية تظهر في التصنيف العالمي لشركة Brand Finance كواحدة من أقوى العلامات العقارية عالميًا في المرتبة 25. كما دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتنظيمها أكبر درس عقاري في العالم.

وجاءت هذه الإنجازات بعد أن قُدرت قيمة الشركة مؤخرًا بمليار دولار، ما يعكس نموًا متسارعًا ومساهمة استراتيجية في مستقبل القطاع العقاري. وباعتبارها العلامة التجارية الأفضل أداءً في المنطقة، تنسجم روشن مع رؤية 2030 لإعادة تعريف قيمة العقارات والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة.

الخلاصة

إن رؤية 2030 لا تعيد فقط تشكيل أفق المملكة، بل تعيد رسم المشهد العقاري بطريقة واقعية ومربحة للغاية. من ارتفاع أسعار الأراضي إلى تدفق الاستثمارات الخاصة، تشير جميع المؤشرات إلى استمرار النمو. سواء كنت مشتريًا محليًا أو مستثمرًا دوليًا، فالفرص واعدة.

وإذا كنت في موقع المتردد، فلتعتبر هذا إشارتك. رؤية 2030 ليست مجرد خطة وطنية، بل هي فرصة عقارية لا تتكرر سوى مرة واحدة في الجيل. فقط لا تنتظر طويلًا، ففي هذا السوق، لا يقتصر نصيب “المبكر” على الحصول على الفرصة، بل يحصل أيضًا على العقار الأمثل مع أفضل إطلالة.